من المؤكد أن رسالة المسجد في الإسلام تتركز في الدرجة الأولى على التربية الروحية، لما لصلاة الجماعة، وقراءة القرآن الكريم من ثواب عظيم وأجر جزيل .. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم : صلاة الرجل في جماعة تُضَعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا أحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث، تقول : اللهم اغفر له اللهم أرحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة .
من أهم وظائف المسجد التربوية أنه يعوِّد المسلمين على التزام الجماعة والارتباط بها عدة مرات في اليوم الواحد حيث يستشعر المسلم أهمية أن يكون مع إخوانه يؤدون شعائر دينهم وهم في ذلك سواسية كأسنان المشط حين وقوفهم أمام الباري المصور فهم متساوون موحدون متوحدون . وقد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على الحرص على الذهاب للمساجد والتزام الجماعة وعلمنا أن كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة ومن يعي ذلك من المسلمين ولا يسارع إلى هذا المغتسل العظيم الذي يتطهر فيه من الذنوب أولا بأول كل يوم حتى لا يبقى من أدرانه شيء ؟!
إن المسلمين في المسجد يشعرون بأخوة الإسلام ومجتمع المصلين داخله مجتمع يسوده الحب والصفاء والوئام فهو مجتمع يتفقد الغائب ويجامل الحاضر ويعين بعضه بعضًا، ولقاء المسلمين في اليوم خمس مرات داخل المسجد يغذي أرواحهم بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان، ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس ويزيدهم إيمانًا وتسليمًا .