في بقاع العالم هنالك أمّهات مسلمات وغير مسلمات .. وحتّى بين المسلمات شتّان بين أمّهات وأمّهات .. وأمّا أفضلهنّ فلا نسمع كثيرا عنهنّ, لانّهنّ صامتات..لا يتكلّمن حتّى أعجزن الصبر عن صبرهن.
هل تخيّلت نفسك عزيزتي المرأة وقد هدّم بيتك ,مملكتك الصغيرة مع كل الممتلكات والذكريات والاحلام وعلى رؤوس أفرادها هوى السّقف وردّم! ... حماك الله أختي ولكنّني بحاجة لتقريب الصورة من أذهاننا لنتذكّر نسوة ملّهنّ الاعلام وآثر اشراكنا بأخبار زواج وحمل وولادة هيفاء ونوال .. وابنة العجرم ... فشتّان بين نساء ونساء, وشتّان بين حياة وحياة... فأيّهما يحيين النساء المفجوعات ,, وللعالم بأي منظار ينظرن؟ .. هل يتكلّمن هل يأكلن , وهل يبتسمن؟!! وكيف لهنّ وقد ذهب كل شيء ولم يبق سوى أشلاء أبناء... آثار حروق على الجلود الغضّة التي تئنّ في أسرّة المستشفيات ... وترقّب وخوف ممّ تركه الفوسفور واليورانيوم من مخلّفات واشعاعات .... انّهنّ أخوات عصرن قلبي .. ويلومونني ويريدون منّي التفاؤل وتغيير نظرتي للحياة, فبم أتفاءل ؟ بالمرتّب الشهري!! بالملابس المكدّسة , ام بالعطور والاكسسوارات؟! ..أارقص طربا في حلقات الافراح وأنا أتخيّل أما مسلمة تروح وتجيء بسرعة البرق, ليس طربا .. بل لوعة وحرقة باحثة بين الاشلاء والردم ... ضاقت نفسي وارتفع ضغطي لأنني عاجزه ، فلي فقط يدان ولسان ... أطلقت لساني فأغلقوا آذانهم لا يريدون سماعي .. ورفعت صوتي فرفعوا أصوات شرائح الحواسيب وصدع غناء المغنّيات ... مددت يدي للقلم لايقاظهم فنهروني واستمرّوا في السبات ... وألصقوا بي لقب المتشائمة عنوة لانّني أجلد الذات ... فان لم أجلدها فمتى يستيقظ رجالها؟ ومتى يسمعني أشباه المعتصم , أم أنّه كان حالة منفردة ودّعنا ومات.... هل نجحت عطور باريس بتمويه روائح الرطوبة والجثث والقاذورات... وهل نجحت ابنة العجرم بغسل أدمغتهم لينسون مناظر الاطفال في المقابر بين وحشة الظلام ورفث الحيوانات .... هل كتب على من سمت مشاعره وآلمه ألم أخيه المسلم أن يعيش منبوذا مقهورا في هذا العصر الغريب , عصر الانحطاط ... أعلم أنّ المعتصم مات .. ولكن دعوني أصرخ بأعلى صوتي ودموعي تنهمر شلاّلات وا... معتصماه,, علّها تساعدني وتخفف كربي وتزيل همّي وخوفي ممّا هو آت.